
يوجد في الحياة كثير من التقلّبات والأحداث، منها السلبيُّ ومنها الإيجابيُّ، ومنها ما هو خاضع لإرادتنا أو سيطرتنا، ومنها لا نملك إزاءها أيّ خيار، ولا يمكننا منعه أو تجنُّبه، مثل: الشيخوخة أو الموت.
يقول الكاتب عبد الوهاب مطاوع في كتابه "صديقي لا تأكل نفسك"
شبكة الألوكة / الاستشارات / استشارات دعوية / الدعوة والعبادة السعي للكمال والمثالية
تستقطب المثالية ميلًا إلى الاجترار، ألا وهو الاهتمام المركز على ضائقة بعينها، أسبابها ونتائجها المحتملة، دون التفكير في حل لها. يسبب ذلك قلقًا عارمًا للشخص قد يجعل منه غير منتج.
إن السعي للكمال و المبالغة في سقوف المعايير المفرطة ليس فقط مرهق و يستنزف الوقت و الجهد لكن يعتبر أيضًا خطرًا على الصحة النفسية و العقلية ، حيث أن الشخص الذي يتسم بصفة السعي وراء الكمال يدخل في سلسة غير متناهية من التقييم الذاتي و النقد اللاذع لنفسه، و بما أن بعض هذه المعايير التي يضعها لنفسه هي غير قابلة للتطبيق في بعض الأوقات فإن فشله للوصول إلى حالة الكمال بناءًا على هذه المعايير المتشددة قد تؤدي به إلى الإصابة بخيبات الأمل و الاحباط و قد تؤدي بالنهاية إلى الإصابة باضطرابات نفسية مثل القلق و الاكتئاب.
حتى لا يتبدد عمرك هباءً، انتشل نفسك من فكرة السعي نحو الكمال، وابحث عن حلول تعينك على تجاوز هذه المشكلة، ويمكنك تدريب نفسك على ذلك من خلال:
منح أنفسنا الوقت الكافي لإنجاز مهمة معيَّنة، عوضاً عن الإسراع في تنفيذ العمل، من أجل إنهائه في وقت قياسي؛ لأنَّه في حال برمجنا أدمغتنا على إنجاز العمل بوقت قياسي وسريع، سيكون ذلك على حساب الدقّة في العمل، وفي حال أُنجِزَ العمل بدقَّة، ولكن بمدة أطول مما وضعناه لأنفسنا، سنقع أيضاً في حفرة لوم الذات، ونضيع على أنفسنا بهجة الاحتفال بعملنا هذا.
لا يزال هذا معيارًا عاليًا، لكنه أكثر واقعية من توقع عدم تفويت أي درجة.
وهذا الحديثُ - سلَّمك الله - يَصْلُح أن تجعله مَنجى لحياتك الدينية والعمَليَّة والعلميَّة؛ فرسولُ الله صلى الله عليه وسلم حضَّ أولًا على السداد، وهو: الإصابةُ في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد، كمَن يرمي السهم فيُصيب، وفي الصحيح عن عليٍّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((قل: اللهم اهدِني وسدِّدني، واذكُرْ بالهدى هدايتك الطريق، والسَّداد سداد السَّهم)).
لا يرون أن المهمة انتهت إلا عند التأكد من أن النتيجة مثالية وفقا للمعايير المطلوبة.
الطموح الزائد انخفضت معنوياتي وقل استيعابي بعد أن انقر هنا كنت طموحة واثقة بنفسي! ...
وقد يتجنبون أيضاً البدء في أي مهمة لا يشعرون بالثقة نحو إنجازها، وقد يكون هذا غالباً لرغبتهم في إتمام المهام بشكل مثالي.
الخوف من الفشل: يعاني المثاليون من القلق الشديد من عدم تحقيق النجاح المثالي، لأنهم يأملون في الحصول على نتائج استثنائية.
وبقدر ما تجتذب تلك المثالية نجاحات متوالية، فإنها عند حد ما قد تصبح في تطرفها مبعثًا للإرهاق والتسويف ونقد الذات ووضعها محل مقارنة بشكل دائم.