
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
لن يحدث شيء سيئ حقًّا، لكنك لن تتعلم هذا حتى تحاول. تخبرك أليس بويز، أخصائية علم نفس إكلينيكي، أن هدفك هو التخفيف من الضغط عن نفسك. إذا كنت تريد حقًّا أن تكون شخصًا ذا إنجازات عالية، فلا بد أن تقوم ببعض الأشياء بشكل غير كامل وأن تركز على ما هو مهم.
إذا كان أحد الوالدين يُظهر سلوكا مثاليا، أو يقوم بالتعبير عن رفضه عندما لا يحاول أطفالهم بشكل مثالي.
بعد أن تعلم بدقَّة ماهيَّة هذا الدافع، يجب عليك أن تُخضِعه لمحاكمة عقليّة عادلة، وتسأل نفسك:
أمامك طريقان: الأول: طريق العلاج النفسي، سواءً الجلسات العلاجية، أو بعض الأدوية النفسية، والتي يمكن أن تخفف عنك بعض أعراض هذا الوسواس القهري وهذه النزعة للكمال، ولكن هذا العلاج لن يفيد أصلاً من دون الأمر الثاني.
إنَّ المشكلة في بعض الحالات، ليست في أنَّ الشخص لديه معايير عالية، يقيس بها نجاحاه وإمكانياته وما حوله من ظروف؛ إنّما تكمن في أنَّه في بعض الحالات، التي يشعر بها أنَّه مسيَّر وليس مخيَّر.
ربَّما يحقق سعيك المستمر إلى القيام بكل شيء على أكمل وأفضل وجه مبتغاك، لكنَّه يُكلِّفك الكثير؛ فقد يؤثر تأثيراً سلبياً في علاقاتك الشخصية وصحتك وعافيتك عموماً.
لقد كنت محرجة ومهزومة، وشعرت بأنَّني فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة، وبأنَّني خذلت للحصول على مزيد من المعلومات الشركة ونفسي؛ لكن ذات يوم، وأنا منغمسة بالشفقة على نفسي، اتصلت بمنتوري وأخبرته بما حدث، فقال لي: "تريسي، الفشل حدث وليس شخصاً"، وظلت هذه الجملة عالقة في ذهني طوال مسيرتي المهنية.
"لا بأس إن كان بعض الأشخاص لا يحبونني، لا أحد يحبه الجميع"
لا تنتظر أن يكون لديك كل الإجابات لتبدأ. ابدأ بما لديك، وستتعلم وتتحسن مع الوقت.
فإذا شعرت أن من المحتمل أن يكون لديك بعض سمات الكمالية التي تسبب لك حزنا يومياً، فاعلم أن بِمُكنَتِك تغيير سلوكك وعاداتك المثالية، كما أن بإمكانك تعلم المواقف الأكثر صحة حول أهدافك ومعاييرك، بمساعدة طبيب نفسي موثوق به.
كثير منا يسعى للكمال في حياته، سواء في العمل، أو الدراسة، أو حتى في تفاصيل يومه الصغيرة. لكن هل سألت نفسك يومًا: هل الكمال ممكن؟ الإجابة البسيطة: لا.
"إذا اخطأت فهذا يعني فقط أنني مثل أي شخص آخر، بشر. الجميع يرتكب أخطاء"
بل إن بعض الآباء قد يشجعون أطفالهم على النجاح في كل مجال، وهم بذلك يغرزون الجنوح المثالي فيهم، إلى حد يمكن اعتباره إساءة إليهم.